فإذا انتقل الإنسان إلى برزخ الدار الحيوان مارت قبة السماء و انشقت فكانت شعلة نار سيال كالدهان : فمن فهم حقائق الإضافات عرف ما ذكرنا له من الإشارات فيعلم قطعا إن قبة لا تقوم من غير عمد كما لا يكون والد من غير إن يكون له ولد فالعمد هو المعنى الماسك فإن لم ترد أن يكون الإنسان فاجعله قدرة المالك فتبين أنه لا بد من ماسك يمسكها و هي مملكة فلا بد لها من مالك يملكها و من مسكت من أجله فهو ماسكها و من وجدت له بسببه فهو مالكها و لما أبصرت حقائق السعداء و الأشقياء عند قبض القدرة عليها بين العدم و الوجود و هي حالة الإنشاء حسن النهاية بعين الموافقة و الهداية و سوء الغاية بعين المخالفة و الغواية سارعت السعيدة إلى الوجود و ظهر من الشقية التثبط و الإباية و لهذا أخبر الحق عن حالة السعداء فقال ﴿أُولٰئِكَ يُسٰارِعُونَ فِي الْخَيْرٰاتِ وَ هُمْ لَهٰا سٰابِقُونَ﴾ [المؤمنون:61]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية