ما شاء كان و ما لم يشأ أن يكون لم يكن لو اجتمع الخلائق كلهم على أن يريدوا شيئا لم يرد اللّٰه تعالى أن يريدوه ما أرادوه أو يفعلوا شيئا لم يرد اللّٰه تعالى إيجاده و أرادوه عند ما أراد منهم أن يريدوه ما فعلوه و لا استطاعوا على ذلك و لا أقدرهم عليه فالكفر و الايمان و الطاعة و العصيان من مشيئته و حكمه و إرادته و لم يزل سبحانه موصوفا بهذه الإرادة أزلا و العالم معدوم غير موجود و إن كان ثابتا في العلم في عينه ثم أوجد العالم من غير تفكر و لا تدبر عن جهل أو عدم علم فيعطيه التفكر و التدبر علم ما جهل جل و علا عن ذلك بل أوجده عن العلم السابق و تعيين الإرادة المنزهة الأزلية القاضية على العالم بما أوجدته عليه من زمان و مكان و أكوان و ألوان فلا مريد في الوجود على الحقيقة سواه إذ هو القائل سبحانه ﴿وَ مٰا تَشٰاؤُنَ إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ اللّٰهُ﴾ [الانسان:30]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية