إذا صليت فلا ترفع بصرك إلى السماء فإنك لا تدري يرجع إليك بصرك أم لا و ليكن نظرك إلى موضع سجودك أو قبلتك و حافظ على تسوية الصف في الصلاة و إذا رأيت من برز بصدره عن الصف رده إليه و احذر أن تأتي أمرا إلا عن بصيرة و علم و لا تدخل في عمل لا تعرف حكمه عند اللّٰه و أد الحقوق في الدنيا فإنه لا بد من أدائها فإن أديتها هنا شكر اللّٰه فعلك و أفلحت و عليك بمخالفة أهل الكتاب و كل من ليس على دينك و لو كان خيرا فاطلب على ذلك في الشرع فإذا وجدته مجملا أو معينا فاعمل به من حيث ما هو مشروع لك تكن مؤمنا و إذا رأيت ما تنكره و لا تعرفه فسلمه إلى صاحبه و لا تعترض عليه فإن اللّٰه ما ألزمك إلا بما تعرف حكم اللّٰه فيه فتحكم فيه بحكم اللّٰه و لا تنظر إلى إنكارك فيه مع عدم علمك به فقد يكون ذلك الإنكار من الشيطان و أنت لا تعرف و رأيت كثيرا من الناس يقعون في مثل هذا و إياك و الاعتداء في الدعاء و الطهور فإن ذلك مذموم و ليس بعبادة و مثل الاعتداء في الدعاء أن تدعو بقطيعة رحم و شبه ذلك و الاعتداء في الطهور الإسراف في الماء و الزيادة على الثلاث في الوضوء و إذا توضأت فاعزم أن تجمع بين مسح رجليك و غسلهما فإنه أولى و لا تترك شيئا من سنن الوضوء فإن من سننه ما فيه خلاف بين وجوبه و عدم وجوبه كالمضمضة و الاستنشاق و الاستنثار و إذا صليت فاسكن في صلاتك و لا تلتفت يمينا و شمالا و لا تعبث بلحيتك في الصلاة و لا بشيء من ثيابك و لا تشتمل الصماء في الصلاة و ليكن ظهرك مستويا في ركوعك و لا تذبح كما تذبح الحمار و احذر أن تكون مكاسا و هو العشار أو مدمن خمر أو مصرا على معصية و إياك و الغلول و الربا و عليك بالدعاء بين الأذان و الإقامة و عليك بذكر لفظة اللّٰه اللّٰه من غير مزيد فإن نتيجة هذا الذكر عظيمة قلت لبعض الحاضرين مع اللّٰه من شيوخنا و كان ذكره اللّٰه اللّٰه من غير مزيد فقلت له لم لا تقول لا إله إلا اللّٰه أطلب بذلك الفائدة منه فقال لي يا ولدي أنفاس المتنفس بيد اللّٰه ما هي بيدي و كل حرف نفس فنخاف إذا قلت لا أريد لا إله إلا اللّٰه فربما يكون النفس بلا آخر نفسي فأموت في وحشة النفي و كلمة اللّٰه فيها من الفائدة ما لا يكون في غيرها فإنه ما ثم كلمة تحذف منها حرفا فحرفا إلا و يختل ما بقي إلا هذه الكلمة كلمة اللّٰه فلو زال الألف بقي لله كلمة مفيدة و لو زالت اللام الأولى بقي له و قد قال ﴿لِلّٰهِ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ﴾ [البقرة:284]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية