و سواء كان ذلك في القوت المحسوس أو المعنوي فإن العلم من هذا الباب و الإفادة فإن الضال يطلب الهداية و الجائع يطلب الإطعام و العاري يطلب الكسوة التي تقيه برد الهواء و حره و تستر عورته و الجاني العالم بأنك قادر على مؤاخذته يطلب منك العفو عن جنايته فاهد الجيران و أطعم الجائع و اسق الظمآن و اكس العريان و اعلم إنك فقير لما يفتقر إليك فيه و اللّٰه ﴿غَنِيٌّ عَنِ الْعٰالَمِينَ﴾ [آل عمران:97] و مع هذا يجيب دعاءهم و يقضي حوائجهم و يسألهم أن يسألوه في دفع المضار عنهم و إيصال المنافع إليهم فأنت أولى أن تعامل عباد اللّٰه بمثل هذا لحاجتك إلى اللّٰه في هذه الأمور «خرج مسلم في الصحيح عن عبد اللّٰه بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي عن مروان بن محمد الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر عن النبي ﷺ فيما روى عن اللّٰه تبارك و تعالى أنه قال يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي أنتم تخطئون بالليل و النهار و أنا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية