«قال الرداء للتجمل فله الجمال» فلا أجمل من الإنسان إذا كان عالما بربه و قال العالم عند الجماعة هو إنسان كبير في المعنى و الجرم يقول اللّٰه تعالى ﴿لَخَلْقُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النّٰاسِ وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَ النّٰاسِ لاٰ يَعْلَمُونَ﴾ [غافر:57] فلذلك قلنا في المعنى و صدق و ما نفى العلم عن الكل و إنما نفاه عن الأكثر و الإنسان الكامل من العالم و هو له كالروح لجسم الحيوان و هو الإنسان الصغير و سمي صغيرا لأنه انفعل عن الكبير و هو مختصره لأن كل ما في العالم فيه فهو و إن صغر جرمه ففيه كل ما في العالم
[مزلة الاقدام في بعض أحكام العقول و الأحلام]
و من ذلك مزلة الاقدام في بعض أحكام العقول و الأحلام من الباب 407 قال العارف من عبد اللّٰه من حيث ما شرع لا من حيث ما عقل من طريق النظر و قال العقل قيد موجدة و الشرع و الكشف أرسله و هو الحق و قال للهوى في العقل حكم خفي لا يشعر به إلا أهل الكشف و الوجود و قال أثر الأوهام في النفوس البشرية أظهر و أقوى من أثر العقول إلا من شاء اللّٰه و قال من رحمة اللّٰه بنا إنه رفع عنا المؤاخذة بالنسيان و الخطاء و ما يحدث به أنفسنا فلو أخذنا بما ذكرنا لهلك الناس و قال ما سميت العقول عقولا إلا لقصورها على من عقلته من العقال فالسعيد من عقله الشرع لا من عقله غير الشرع
[من أحب اللقاء اختار الفناء على البقاء]
و من ذلك من أحب اللقاء اختار الفناء على البقاء من الباب 408 قال من أحب الموت أحب لقاء اللّٰه فإن أحدنا لا يرى اللّٰه حتى يموت بهذا جاء الخبر الصادق و قال من مات في حياته الدنيا فهو السعيد الخاص و قال لقاء الحق على الشهود فناء و قال انظر إلى حكمة الشارع في حديث الدجال في قوله فإن أحدكم لا يرى ربه حتى يموت يعني هذا الموت المعهود الذي يعرفه الناس و هو خروج الروح من جسم الحيوان فيزول عنه التكليف و قد عرفنا إنا نرى ربنا يوم القيامة إذا بعثنا فما رأيناه إلا بعد موتنا عن هذه الحياة الدنيا و هذا من جوامع الكلم الذي أعطاه اللّٰه و إنما نبهنا على هذا لئلا يقول القائل لا نرى الحق إلا بعد مفارقة هذا الهيكل ما أراد ذلك الشارع و إنما أراد نفي الرؤية في الحياة الدنيا خاصة فنرى الحق بعد الموت كما قال الشارع و قال إنما كان اللقاء كفاحا لتحقق التقابل لأنه السيد و نحن العبيد فنراه مقابلة من غير تحديد و لا تشبيه لأنه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية