الفتوحات المكية

المواقف في بعض إشارات القرآن إلى الأسرار والمعارف

للأمير عبد القادر الحسني الجزائري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


263. الموقف الثالث وستون بعد المائتين

ورد في الخبر: «أن ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ تعدل ثلث القرآن».

وذلك أن القرآن مأخوذ من القرء وهو الجمع، والقرآن جامع لكلّ شيء، لأنه ورد تبياناً لكل شيء، فما فرّط تعالى في الكتاب من شيء، وكل شيء لا يخرج عن كونه متعلقاً بالحق تعالى ـ، أو متعلّقاً بالخلق،  أو متعلقاً بالبرزخ الجامع بين الحق و الخلق، وهو حقيقة الحقائق الكلّية، وانحصرت المعلومات التي دل عليها القرآن، في هذه الثلاث من وجه، فقال: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ تعدل الثلث، ممّا جمعه القرآن، أي تماثله من حيث الإجمال، لا من حيث التفصيل، فإنه قوله «هو» إشارة إلى الذات الغيب المغيب، وقوله «الله» اسم علم على مرتبة الذات، وهي الألوهية الجامعة لجميع المراتب، التي لا نهاية لتفاصيلها، والقرآن تفصيل لها ب النسبة، وإلاَّ فجميع ما سطره المتكلمون والعارفون بالله هو شرح لهذه الكلمة، وتفصيل لبعض ما اشتملت عليه.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!