The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

أسرار الفتوحات المكية

وهو الباب 559 الذي لخص فيه الشيخ الأكبر موسوعة الفتوحات المكية وأسرار أبوابها الخمسمائة والستين

الباب التاسع والخمسين وخمسمائة من الفتوحات (ج4: ص326-444)، وهو يمثل السفرين الرابع والثلاثين والخامس والثلاثين وفق مخطوطة قونية، وهو يتحدث عن أسرار أبواب الفتوحات، وهناك مخطوطات لهذا الكتاب بعنوان: منتخب من أسرار الفتوحات المكية، أو: ملخص أسرار الفتوحات. فهذا الباب، أو الكتاب، يمثّل خلاصة أبواب الكتاب كلّها، وقد خصّ الشيخ كل باب بعبارة مختصرة تلخصه وكان يشير في البداية إلى رقم الباب ثم توقّف عن ذلك، مما يستدعي دراسة وبحثاً دقيقاً يمكننا من ربط بقية الأبواب بما ورد في هذا الباب

من أسرار الباب (498): [عناية العبادة موافقة الأمر الإرادة]

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

[عناية العبادة موافقة الأمر الإرادة]

ومن ذلك عناية العبادة موافقة الأمر الإرادة

إن وافق الأمر الإرادة *** لم يزل معبوده في عينه مشهودا

فإذا تجلى نوره لعباده *** من فورهم خر والديه سجودا

قال الأمر الإلهي لا يخالف الإرادة الإلهية فإنها داخلة في حده وحقيقته وإنما وقع الالتباس من تسميتهم صيغة الأمر وليست بأمر أمر أو الصيغة مرادة بلا شك فأوامر الحق إذا وردت على ألسنة المبلغين فهي صيغ الأوامر لا الأوامر فتعصى وقد يأمر الآمر بما لا يريد وقوع المأمور به فما عصى أحد قط أمر الله وبهذا علمنا أن النهي الذي خوطب به آدم عن قرب الشجرة إنما كان بصيغة لغة الملك الذي أوحى إليه به أو الصورة فقيل عَصى‏ آدَمُ رَبَّهُ ومن ذلك لا يعول عليه إلا الفار منه إليه‏

من كنت طوع يديه *** فررت منه إليه‏

ولم أجد منه بدا *** لذا اتكلت عليه‏

وقال الفرارون هم بحسب ما فروا إليه فما أوجب عليهم لفرار ما فروا منه وإنما أوجبه ما فروا إليه إذ لو عرفوا أنه ما ثم‏

من يفر إليه لسكنوا وما فروا فإذا أردت أن تعرف في فرارك هل أنت موسوي أو محمدي فانظر في ابتداء الغاية وهو حرف من وفي انتهاء الغاية وهو حرف إلى فالنبي محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقول فَفِرُّوا إِلَى الله إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ وقال في تعوذه وأَعُوذُ بِكَ فهذا أمره ودعاؤه وقال عن موسى معرفا إيانا فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ ويقال للمحمدي فَلا تَخافُوهُمْ وخافُونِ فالحكم عند المحمدي لانتهاء الغاية وعند الموسوي لابتداء الغاية وعلى الحقيقة فالغاية هي متصورة عنده في الابتداء فهي المحركة لأن الأمور إنما هي بغاياتها ولها وجدت قال عز وجل وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فاعتبر الغاية وإن تأخرت في الوجود مثل طالب الاستظلال بالسقف فحركته الغاية إلى ابتدائها فما وقعت العبادة إلا بعد الخلق فالغاية هي التي أبرزتهم إلى الوجود فهي المبتدأ وإن تأخرت في الوجود فما تأخرت بالأثر فإن الحكم والأثر لها ولذلك قلنا إن الأثر أبدا في الموجود إنما هو للمعدوم والغاية معدومة ولهذا يصح من الطالب طلبها لأن الموجود غير مراد فالغاية المعدومة هي التي أثرت الإيجاد أو هي سبب في أن أوجد الحق ما أوجده مما لم يكن له وجود عيني قبل هذا الأثر السببي ويسمونه بعض العلماء العلة وبعضهم يسميه الحكمة وبعد أن عرف المعنى فلا مشاحة في الإطلاق‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!