الفتوحات المكية

أسرار الفتوحات المكية

وهو الباب 559 الذي لخص فيه الشيخ الأكبر موسوعة الفتوحات المكية وأسرار أبوابها الخمسمائة والستين

الباب التاسع والخمسين وخمسمائة من الفتوحات (ج4: ص326-444)، وهو يمثل السفرين الرابع والثلاثين والخامس والثلاثين وفق مخطوطة قونية، وهو يتحدث عن أسرار أبواب الفتوحات، وهناك مخطوطات لهذا الكتاب بعنوان: منتخب من أسرار الفتوحات المكية، أو: ملخص أسرار الفتوحات. فهذا الباب، أو الكتاب، يمثّل خلاصة أبواب الكتاب كلّها، وقد خصّ الشيخ كل باب بعبارة مختصرة تلخصه وكان يشير في البداية إلى رقم الباب ثم توقّف عن ذلك، مما يستدعي دراسة وبحثاً دقيقاً يمكننا من ربط بقية الأبواب بما ورد في هذا الباب

من أسرار الباب (493): [من أجاب أجيب فلم لا يستجيب‏]

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

[من أجاب أجيب فلم لا يستجيب‏]

ومن ذلك من أجاب أجيب فلم لا يستجيب‏

لما أجبت دعاة الحق كنت لهم *** مؤيدا وبهم أيدتهم فإذا

أقول إنهم عيني ومعتقدي *** كما أقول إذا ما كنت منتبذا

الحق يجهل أو يعزى لكل هوى *** ولو يرى الحس أن الحق قد نبذا

هيهات ليس له حد فتدركه *** به فإن له حكما علي بذا

بذا حكمت وما في الحكم من عجب *** فكل حكم تراه فهو فيه كذا

فلا يحيط به علم ومعرفة *** ولا يناط به من جانبيه أذى‏

قال لا تعامل إلا بما عاملت فعملك يعود عليك استجب لله ولرسوله إذا دعاك لما يحييك فإنه إذا دعاك فأجبته يجبك إذا دعوته قال عز وجل وإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي فإني دعوتهم على السنة أنبيائي وكما أنه عز وجل يعطي جزاء يطلب من عبده الجزاء لما دعاه الحق إلى التكوين وأجاب فكان فدعاه خالقه إلى ما تقوم به ذاته ويبقى عليه عينه فأجابه الحق بالإمداد فكان جزاء ولو شاء أعدمه لكنه أجاب فأجابه الحق فكان ذلك تنبيها من الحق لنا وتعليما فإياك والغفلة عن ملاحظة هذه الأشياء التي نصبها الحق لتشهد فلا تعاملها إلا بما نصبها الحق له فأصل الإجابة في العالم من هناك وهو أصل قوي ولذلك ما دعا الله أحدا إلا وأجابه إلا إن الأمور مرهونة بأوقاتها لمن يعلم ذلك فلا تستبطئ الإجابة فإنها في الطريق وفي بعض الطرق بعد وهو التأجيل‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!