أن الذاكر به على ما ذكرنا من كونه ذكرا مشروعا ينقسم إلى قسمين طائفة تذكره على أنه مشروع للخلق ويقولون بأن الله تعالى لما أوجد العالم ما خلقهم إلا ليعبدوه ويسبحوه فما من شيء إلا وهو يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولكن لا نفقة تسبيحه وقال وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فخلق العالم لعبادته فهؤلاء إذا ذكروا الله ذكروه من حيث إن الله شرع لهم كيف يذكرونه ولا يعلمون ما تحت ذلك الذكر المشروع عند الله وإن علموه في اللسان فينتج لهم هذا الذكر لما ذا شرعه الحق في العالم بهذا القول الخاص دون غيره أي ذكر كان والقسم الآخر يعتقد أن العالم ما اكتسب من الحق إلا الوجود وليس الوجود غير الحق فما أكسيهم سوى هويته فهو الوجود بصور الممكنات وما يذكره إلا موجود وما ثم إلا هو فما شرع الذكر إلا لنفسه لا لغيره فإن الغير ما هو ثم وهو عالم بما شرع فيفتح لصورة الممكن ما ذكرناه كشفا هذا الذكر وهو قولهم لا يذكر الله إلا الله ولا يرى الله إلا الله فالمفيد والمستفيد عين واحدة فهو ذاكر من حيث إنه قابل وهو مذكور من حيث إنه عين مقصودة بالذكر والعالم على أصله في العدم والحكم له فيما ظهر من وجود الحق فما ثم إل