اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن الله إذا أراد تعظيم عبد عند عباده وكساه خلعته وأعطاه أسماءه وجعله خليفة في خلقه]
قال الله تعالى وما أَرْسَلْنا من رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ فإذا خاطبهم ما يخاطبهم إلا بما تواطئوا عليه وإذا ظهر لهم في فعل من الأفعال فلا يظهر لهم إلا بما ألفوه في عاداتهم ومن عاداتهم مع الكبير عندهم إذا مشى أن يحجبوه ومعناه أن يكونوا له حجبة بين يديه كما قال نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وسبب ذلك أن الكبير لو تقدم الجماعة لم يعرف ولم تتوفر الدواعي إلى تعظيمه فإذا تقدم الحجاب بين يديه طرقوا له وتأهبت العامة لرؤيته وحصل في قلوبها من تعظيمه على قدر ما يعرفونه من عظمة الحجبة في نفوسهم فيعظم شأنه فإذا أراد الله تعظيم عبد عند عباده عدل به عن منزلته وكساه خلعته وأعطاه أسماءه وجعله خليفة في خلقه وملكه أزمة الأمور وحمل الغاشية بين يديه كما يحمل الملك الغاشية بين يدي ولي عهده وإن كان في المنزلة أعظم منه ولا بد لمن هذه حالته أن يعطي المرتبة حقها فلا بد أن ينحجب عن رتبة عبوديته وعلى قدر ما ينحجب عنها ينحجب عن ربه ولا يمكن إلا هذا فإن الحضرة في الوقت له والوقت وقته والحكم للوقت في كل حاكم أ لا ترى الحق يقول عن نفسه إنه كُلَّ يَوْمٍ


