اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن لله عبادا بحسب رتبتهم]


وتعلم من ذلك أن لله عبادا عجل لهم رؤيته في الدنيا قبل الآخرة ولله عبادا أخر لهم ذلك ولله عبادا لا يرونه إلا بأبصارهم في الآخرة وينزلون عن رتبة هؤلاء في الرؤية ولله عبادا يرونه في الدنيا بأبصار إيمانهم وفي الآخرة البرزخية بأعين خيالهم يقظة ونوما وموتا ومن هنا قال من قال من أهل الله أن العلم حجاب يريدون علم النظر الفكري أي العلم الذي استفاده العاقل من نظره في الله فهذا معنى
قوله صرفت بصره عني فما رآني من رآني إلا بي ومن رآني ببصره فما رأى إلا نفسه فإنني بصورته تجليت له
فرجال الله علموا الله بإعلام الله تعالى فكان هو علمهم كما كان بصرهم فمثل هؤلاء لو تصور منهم نظر فكري لكان الحق عين فكرهم كما كان عين علمهم وعين بصرهم وسمعهم لكن لا يتصور من يكون مشهده هذا وذوقه أن يكون له فكر البتة في شيء إنما هو مع ما يوحى إليه على اختلاف ضروب الوحي وإنه من ضروب الوحي الفهم عن الله ابتداء من غير تفكر فإن أعطى الفهم عن تفكر فما هو ذلك الرجل فإن الفهم عن الفكر يصيب وقتا ويخطئ وقتا والفهم لا عن فكر وحي صحيح صريح من الله لعبده وذوق الأنبياء عليه السلام في هذا الوحي يزيد على ذوق الأولياء فإن