اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
«فصل» في قوله تعالى وذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله
وأما تذكيره بأيام الله فهي أيام الأنفاس على الحقيقة فإنها أقل ما ينطلق عليه اسم يوم فهو أن تذكره بقوله كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ فتلك أيام الله وأنت في غفلة عنها وتدخل في مضمون قوله تعالى إِنَّ في ذلِكَ إشارة إلى قوله كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ مع غير ذلك لعبرة لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أي لمن له فطنة بالتقلب في الأحوال أو تقلب الأحوال عليه فيعلم من ذلك شئون الحق وحقائق الأيام التي الحق فيها في شأن فالشأن واحد العين والقوابل مختلفة كثيرة يتنوع فيها هذا الشأن بتنوعها واختلافها فهو من الله واحدة وفي صور العالم كثيرة كالصورة الواحدة في المرايا الكثيرة والظلالات الكثيرة من الشخص الواحد للسرج المتعددة هكذا الأمر أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ لما يتلى عليه من قوله كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ وأمثاله وهُوَ شَهِيدٌ من نفسه تقلب أحواله فيكون على بصيرة في ذلك من الله فهذه أيام الله التي ينبغي أن يذكر العبد بها إلى أمثال ذلك من أيام الله وهي أيام النعم وأيام الانتقام التي أخذ الله فيها المقرون الماضية واعلم أن البلايا أكثر من النعم في الدنيا فإنه ما من نعمة ينعمها الله على عباده تكون خالصة من البلا