اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منازلة إلىِّ كونك وإِلُّك كونى
![FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 539 من الجزء الثالث](/images/maymaniya/1995.jpg)
![](../images/quotes2.png)
أمر مشاهد لكونه قرنه بالأعين لم يقرنه بالأذن ولا بشيء من الإدراكات ولذلك علمنا أن
قوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم جعلت قرة عيني في الصلاة
إنه ما أراد المناجاة وإنما أراد شهود من ناجاه فيها ولهذا
أخبرنا أن الله في قبلة المصلي فقال اعبد الله كأنك تراه
فإنه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كان يراه في عبادته ما كان كأنه يراه ومن أهل الله من تكون له هذه الرتبة ولو لا حصولها ما قرنها بالعبادة دون العمل فما قال اعمل لله كأنك تراه فإن العبادة من غير شهود صريح أو تخيل شهود صحيح لا تصح وفي هذا الباب قوله تعالى وما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله وفيه علم مفاتح الغيب لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وكل ما هو علمه موقوف على الله لا يعلم إلا بإعلام الله أو بإشهاده ومن هذا الباب قوله تعالى فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله ومن هذا الباب فَعِدَّةٌ من أَيَّامٍ أُخَرَ من غير تعيين أيام معينة أما صورة هذه المنازلة من العبد فهي كما قال أبو يزيد في الجلوس مع الله بلا حال ولا نعت وهو أن يكون العبد في قصده على ما يعلمه الله لا يعين على الله شيئا فإنه من عين في قصده على الله شيئ