اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منازلة مجهولة وذلك إذا ارتقى من غير تعيين قصد ما يقصده من الحق وكل شىء عند الحق معين فقد قصده من الحق ما لا يناسب قصده من عدم التعيين


أ لا تراهم يقولون في الكبرياء والعظمة والغني والعزة إنها صفات تنزيه أي هو منزه عندهم عن نقيضها وليس الأمر عند المحققين كما قالوه وإنما هو منزه عن قيام الكبرياء به بحيث أن يكون محلا له بل الكبرياء محله الذي عينه الحق له وهو السموات والأرض فقال ولَهُ الْكِبْرِياءُ في السَّماواتِ والْأَرْضِ وهو أي هوية الحق العزيز أي المنيع لذاته أن تكون محلا لما هي السموات والأرض له محل وليس إلا الكبرياء فما كبر إلا في نفس العالم وهو أجل من أن يقوم به أمر ليس هو بل هو الواحد من جميع الوجوه وهو الحكيم بما رتبه في الخلق ومن جملة ما رتبه بعلمه وحكمته إنه جعل السموات والأرض محلا لكبريائه فكأنه يقول ولَهُ الْكِبْرِياءُ الذي خلقه في نفس السَّماواتِ والْأَرْضِ حتى يكبروا إلههم به وكذلك وقع فكبروه في نفوسهم فقالوا إنه ذو الجلال أي صاحب الجلال الذي نجده في نفوسنا له والإكرام بنا فإن نظرت بعين الحقيقة ففتح الله منك عين الفهم علمت من سميت ومن وصفت ومن نعت ولمن هي هذه النعوت وبمن قامت وإلى أي عين نسبت وأما قوله فيما وصف به نفسه مما هو عند النظار صفة للخلق حقيقة وأخذوه في الله تجوزا من جوع وظمأ ومرض وغضب ورضي وسخ