اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منزل ثلاثة أسرار مختلفة الأنوار والفرار والإنذار وصحيح الأخبار
من كل شيء حتى من نفسه وجوارحه فإن الله يقول يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وأَيْدِيهِمْ وأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ وقال تعالى الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ وأخبر تعالى عن بعض الناس المشهود عليهم أنهم يقولون لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا الله يعني بالشهادة عليكم الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ فيا ولي لا تكن الجلود أعلم بالأمر منك مع دعواك إنك من أهل العقل والإستبصار فهذه الجلود قد علمت نطق كل شيء وأن الله منطقه بما
شاء ثم قال وما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ ولا أَبْصارُكُمْ ولا جُلُودُكُمْ أي هذا لا يمكن الاستتار منه لأنكم ما تعملون الذي تأتونه من المنكرات إلا بالجوارح فإنها عين الآلة تصرفونها في طاعة الله أو معصيته فلا يتمكن لكم الاستتار عما لا يمكنك العمل إلا به ولكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ الله لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ هذا خطاب لمن يعتقد أن الله لا يعلم الجزئيات خاصة ثم قال وذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَن