الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)

«وصل» الشدة نعت إلهي وكياني‏


FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 219 من الجزء الثالث

قال موسى اشْدُدْ به أَزْرِي وتلي بحضرة أبي يزيد إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ فقال بطشي أشد وذلك لخلو بطش العبد من الرحمة الكونية وبطش الله ليس كذلك فإن الرحمة الإلهية تصحبه وهو يعلمها وكذا هي في بطش العبد إلا إن العبد لا يشهدها ولا يجد لها أثرا في نفسه وإن كان يرحم نفسه بذلك البطش ولكن لا يعلم والله عليم بكل شي‏ء فهو عليم بأن رحمته وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فوسعت بطشه وبطش الكون ولكن ما كل باطش يعلم ذلك ولما كان للعبد بطش من حيث عينه وله بطش بربه وليس للرب في الحقيقة بطش بعبده فأضاف أبو يزيد بطش ربه إلى بطشه فقال بطشي أشد لأن فيه بطش ربي وما في بطش ربي بعباده بطشي فإذا وصف الحق نفسه بالشديد فهو ما يوجده من الأشياء بالأسباب الموضوعة في العالم فيعذب عباده بالنار فللنار حكم في العذاب مضاف إلى ما

يوجده الله من الألم القائم بالمعذب وهو في الحجاب عن الله وليس للمعذب شهود إلا للأسباب فبطشه بالعبد بمشاهدة الأسباب من كونه شديد الأمن كونه معذبا فالشدة تطلب الغير ولا بد وهذا لا يقدر أحد على إنكاره فإن المشاهدة لأسباب الآلام أعظم في العذاب ممن يجد الألم ولا يشهد سببه ولا سيما إن كان يعلم


---

(... عرض اقتباس آخر بشكل عشوائي)

البحث في الاقتباسات الفتحية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!