اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن لله أبوابا فتحها للخير وأبوابا أعدها لم يصل أوان وقت فتحها للخير]


واعلم أن لله أبوابا فتحها للخير وأبوابا أعدها لم يصل أوان وقت فتحها للخير أيضا وأبوابا فتحها للآلام المعبر عنها بالعذاب لما يؤول إليه أمر أصحابه فيستعذبه في آخر الحال ولذلك سماه عذابا وإنما يستعذبه في آخر الأمر لكونه ذكره بربه فإن الإنسان إذا أصابه الضر وانقطعت به الأسباب وهو أشد العذاب ذكر ربه فرجع إليه مضطرا لا مختارا فيستعذب عند ذلك الأمر الذي رده إلى الله وذكره به وأخرجه عن حكم غفلته ونسيانه فسماه عذابا فهو اسم مبشر لمن حل به بالرحمة إنها تدركه فما ألطف توصيل الحق بشارته لعباده في حال الشدة والرخاء ولو لا ذلك ما حقت الكلمة في قوله أَ فَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ فأتى بلفظة العذاب أ لا ترى إبراهيم الخليل عليه السلام يقول يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ من الرَّحْمنِ والرحمن لا يعطي ألما موجعا إلا أن يكون في طيه رحمة يستعذبها من قام به ذلك الألم كشرب الدواء الذي يتضمن العافية استعماله أ لا تراه كيف قال لأبيه إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا فلو علم إن في الرحمة ما يوجب النقمة لما عصاه فما عصى إلا الرحمن لأن كل اسم يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فما