الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)

[اختلاف أمتي رحمة]


FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 167 من الجزء الثالث

ثم اعلم أنه من رحمة الله بعباده أن جعل حكم ما اختلفوا فيه إلى الله فنأخذ هذا من جهة علم الرسوم أن ننظر ما اختلفوا فيه وتنازعوا فإن كان لله ولرسوله حكم فيه يعضد قول أحد المخالفين جعلنا الحق بيده فإنا أمرنا أن تنازعنا في شي‏ء أن نرده إلى الله ورسوله إن كنا مؤمنين فإن كنا عالمين ممن يدعو على بصيرة وعلى بينة من ربنا فنحكم في المسألة بالعلم وهو رد إلى الله تعالى من غير طريق الايمان وليس لنا العدول عنه البتة هذا حد علم الرسم وأما علم الحقيقة فإن المختلفين حكمهم إلى الله أي حكم ظهور الاختلاف فيهم إلى الله من حيث إن الأسماء الإلهية هي سبب الاختلاف ولا سيما أسماء التقابل يؤيد ذلك قوله في مثل هذا ذلِكُمُ الله رَبِّي لأنه ليس غير أسمائه فإنه القائل قُلِ ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ ولم يقل بالله ولا بالرحمن فجعل الاسم عين المسمى هنا كما جعله في موضع آخر غير المسمى فلما قال ذلِكُمُ الله رَبِّي والإشارة بذا إلى الله المذكور في قوله فَحُكْمُهُ إِلَى الله فلو لم يكن هنا الاسم عين المسمى في قوله الله لم يصح قوله ربي والخلاف ظهر في الأسماء الإلهية فظهر حكم الله في العالم به فيحكم على الخلاف


---

(... عرض اقتباس آخر بشكل عشوائي)

البحث في الاقتباسات الفتحية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!