اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن السعادة غير كمال الصورة]
واعلم أن الاختصاص الإلهي الذي يعطي السعادة غير الاختصاص الإلهي الذي يعطي كمال الصورة وقد يجتمعان أعني الاختصاصين في حق بعض الأشخاص فالاختصاص الذي يعطي السعادة هو الاختصاص بالإيمان والعصمة من المخالفة أو بموت عقيب توبة والاختصاص الذي يعطي كمال الصورة هو الذي لا يعطي إلا نفوذ الاقتدار والتحكم في العالم بالهمة والحس والكامل من يرزق الاختصاصين وأقوى التأثير تأثير من يغضب الله كقوم فرعون حيث قال تعالى فيهم فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ أي أغضبونا ولله سبحانه نفوذ الاقتدار فانتقم منهم ليجعلهم عبرة للآخرين وجعل ذلك مقابلا لنفوذ الاقتدار الكوني لأنه قال آسَفُونا أ لا ترى إلى علم فرعون في قوله فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ من ذَهَبٍ يقول فلو وهو حرف تحضيض أعطى يعني موسى نفوذ الاقتدار فينا حتى لا ننازعه ونسمع له ونطيع لأن اليدين محل القدرة والأسورة وهو شكل محيط من ذهب أكمل ما يتحلى به من المعادن ونفوذ الاقتدار من الاختصاص الإلهي يقول لقومه فما أعطى ذلك موسى والذي يدلك على ما قلناه إن فرعون أراد هذا المعنى في هذا القول أنه جاء بأو بعده وهي حرف عطف بالمناسب فقال أَوْ جاءَ مَع