اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(وصل)
وهو سر جعله الله في عباده العامة والسالكين في هذا الطريق وأما الخاصة فلا يقع منهم ذلك أبدا لأنه ليس بنعت إلهي إلا أنه جاء من الله فيما يرجع إلى الكون لا فيما يرجع إليه سبحانه مثل قوله لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ وأما أداة لو فهي إلهية وتتضمن معنى التحضيض وقد اتصف بها خاصة الله
فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدى ولجعلتها عمرة ولكني سقت الهدى فلا يحل مني حرام حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ
فرائحة التحضيض في لو هو ما يفهم منه كأنه قال لنفسه هلا أحرمت بعمرة ولا يقع التحضيض من الخواص أبدا إلا فيما شغلوا به نفوسهم من الأفعال التي ترضي الله فيبدو لهم في ثاني زمان رضي الله في فعل ما هو أتم وأعلى من الأول إما في جناب الله أو في حق نفسه أو في حق الغير رفقا بهم وشفقة عليهم لا يقع منهم على جهة الاعتراض على الله بأن يقولوا هلا فعل الله كذا عوضا من فعله كذا هذا لا يتصور من الخواص أبدا فإنه سوء أدب مع الله تعالى وترجيح تدبير كوني على تدبير إلهي وما وصف الحق نفسه بأنه يُدَبِّرُ الْأَمْرَ إل