اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منزل التقليد فى الأسرار
![FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 158 من الجزء الثالث](/images/maymaniya/1614.jpg)
![](../images/quotes2.png)
بعضهم على بعض ويظهر فيه التفاوت فاعلم إن النفس الناطقة من الإنسان إذا أراد الله بها خيرا كشف لها عن نطق جميع أجزاء بدنها كلها بالتسبيح والثناء على الله بحمده لا بحمد من عندها ولا ترى فيهم فتورا ولا غفلة ولا اشتغالا ورأت ذاتها غافلة عما يجب لله تعالى عليها من الذكر مفرطة مشتغلة عن الله بأغراضها متوجهة نحو الأمور التي تحجبها عن الله والوقوف عند حدوده فيعظم العالم عندها وتعلم أنه شعائر الله التي يجب عليها تعظيمها وحرمات الله وتصغر عندها نفسها وتعلم أن لو تميزت عن جسمها ولم يكن جسمها من المتمات لها في نشأتها لعلمت أن الجسم ذلك المدبر لها أشرف منها فلما علمت إن ذلك الجسم أشرف منها علمت إن شرفه بما هو عليه من هذه الصفات هو عين شرفها وإنها ما أمرت بتدبيره واستخدمت في حقه وصيرت كالخديم له وتوجهت عليها حقوق له من عينه وسمعه وغير ذلك إلا لشغله بالله وتسبيح خالقه فعلمت نفسها أنها مسخرة له فلو كانت هي من الاشتغال بالله في مثل هذا الاشتغال كان لها حكم جسمها ولو وكل الجسم لتدبير ذاته اشتغل عن التسبيح كما اشتغلت النفس الإنسانية وإذا علمت أنها مسخرة في حق جسمها عرفت قدرها وأنها في معرض المط