اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الكتاب من باب الإشارة]
فهي فاتحة الكتاب لأن الكتاب عبارة من باب الإشارة عن المبدع الأول فالكتاب يتضمن الفاتحة وغيرها لأنها منه وإنما صح لها اسم الفاتحة من حيث إنها أول ما افتتح بها كتاب الوجود وهي عبارة عن المثل المنزه في لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ بأن تكون الكاف عين الصفة فلما أوجد المثل الذي هو الفاتحة أوجد بعده الكتاب وجعله مفتاحا له فتأمل وهي أم القرآن لأن الأم محل الإيجاد والموجود فيها هو القرآن والموجد الفاعل في الأم فالأم هي الجامعة الكلية وهي أم الكتاب الذي عنده في قوله تعالى وعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ فانظر عيسى ومريم عليهما السلام وفاعل الإيجاد يخرج لك عكس ما بدا لحسك فالأم عيسى والابن الذي هو الكتاب العندي أو القرآن مريم عليهما السلام فافهم وكذلك الروح ازدوج مع النفس بواسطة العقل فصارت النفس محل الإيجاد حسا والروح ما أتاها إلا من النفس فالنفس الأب فهذه النفس هو الكتاب المرقوم لنفوذ الخط فظهر في الابن ما خط القلم في الأم وهو القرآن الخارج على عالم الشهادة والأم أيضا عبارة عن وجود المثل محل الأسرار فهو الرق المنشور الذي أودع فيه الكتاب المسطور المودعة فيه تلك الأسرار الإلهية فالكتاب هنا أعلى من ال


