اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن الله قد أودع في الإنسان علم كل شيء]
![FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 686 من الجزء الثاني](/images/maymaniya/1449.jpg)
![](../images/quotes2.png)
ومما يتضمن هذا المنزل كون الإنسان قد أودع الله فيه علم كل شيء ثم حال بينه وبين أن يدرك ما عنده مما أودع الله فيه وما هو الإنسان مخصوص بهذا وحده بل العالم كله على هذا وهو من الأسرار الإلهية التي ينكرها العقل ويحيلها جملة واحدة وقربها من الذوات الجاهلة في حال علمها قرب الحق من عبده وهو قوله تعالى ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ ولكِنْ لا تُبْصِرُونَ وقوله ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ من حَبْلِ الْوَرِيدِ ومع هذا القرب لا يدرك ولا يعرف إلا تقليدا ولو لا إخباره ما دل عليه عقل وهكذا جميع ما لا يتناهى من المعلومات التي بعلمها هي كلها في الإنسان وفي العالم بهذه المثابة من القرب وهو لا يعلم ما فيه حتى يكشف له عنه مع الآنات ولا يصح فيه الكشف دفعة واحدة لأنه يقتضي الحصر وقد قلنا إنه لا يتناهى فليس يعلم الأشياء بعد شيء إلى ما لا يتناهى وهذا من أعجب الأسرار الإلهية أن يدخل في وجود العبد ما لا يتناهى كما دخل في علم الحق ما لا يتناهى من المعلومات وعلمه عين ذاته والفرق بين تعلق علم الحق بما لا يتناهى وبين أن يودع الحق في قلب العبد ما لا يتناهى إن الحق يعلم ما في نفسه وما في نفس عبده تعيينا وتفص