اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منزل ثناء تسوية الطينة الآدمية فى المقام الأعلى من الحضرة المحمدية


يستفيد الأستاذ من التلميذ أشياء من مواهب الحق تعالى لم يقض الله للاستاذ أن ينالها إلا من هذا التلميذ كما نعلم قطعا أنه قد يفتح للإنسان الكبير في أمر يسأله عنه بعض العامة مما لا قدر له في العلم ولا قدم ويكون صادق التوجه في هذا العلم المسئول عنه فيرزق العالم في ذلك الوقت لصدق السائل علم تلك المسألة ولم تكن عنده قبل ذلك عناية من الله بالسائل وتضمنت عناية الله بالسائل إن حصل للمسئول علما لم يكن عنده ومن راقب قلبه يجد ما ذكرناه فالحمد لله الذي استفدنا من أولادنا مثل ما استفاده شيوخنا منا أمورا كانت أشكلت عليهم ويتضمن هذا المنزل علم التبليغ عن الله إلى خلقه من رسول ونبي ووارث ويتضمن علم السياسة في التعليم بباب اللطف من حيث لا يشعر المطلوب بذلك ويتضمن علم الجزاء المطلق والمقيد فالمطلق مجازاة العبد ربه مثل الشكر على المنعم ومجازاة الله العبد مثل المزيد فيما وقع عليه الشكر من العبد والمجازاة المقيدة هي جزاء الله العبد في الدار الآخرة فإنها ليست بدار تكليف قال تعالى وأَوْفُوا بِعَهْدِي في موطن التكليف وهو الدنيا أُوفِ بِعَهْدِكُمْ في الدارين معا دنيا وآخرة وهذا القدر كاف في هذا الباب إن شاء