اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[اختلاف سبب العطاء]
واعلم أن أسباب العطاء تختلف فمنهم من يعطي للعوض ويسمى شراء وبيعا ففيه من الجود إن المشتري قد أنعمت عليه من كونك بائعا ماله غرض عظيم في تحصيله وقد أعطاك هو ما هو مستغن عنه فكل واحد منهما قد جاد على صاحبه بإيصاله إليه ما كان له غرض في تحصيله إذ كان له منع ذلك فبهذا القدر يلحق بباب الجود من جهة المعطي له اسم مفعول لا من جهة المعطي اسم فاعل وقد يعطي الإنسان من هذا الباب خوفا على عرضه أو حلول آلام حسية تحل به فكأنه يشتري الثناء الحسن والعافية والأمن بذلك العطاء فهو كالأول والفرق بينهما إن الذي اشترى به في الأول هو مما يمكن أن يكون له فيه غرض وهذا لا يمكن أن يكون له في الألم وإزالة العافية والأمن غرض أصلا ومن يقول بخلاف هذا من أصحابنا إن كان محققا كأبي يزيد في قوله
وكل مآربي قد نلت منها *** سوى ملذوذ وجدي بالعذاب