اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منزل العلم الأمى الذى ما تقدّمه علم من الحضرة الموسوية
بين الله وعبده فإن الله تعالى قال لعبده سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فأمره بتنزيهه فقال له العبد مقالة حال بما نسبحه فقال فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ أي لا تنزهه إلا بأسمائه لا بشيء من أكوانه وأسماؤه لا تعرف إلا منه عندنا وإن كانت هذه المسألة مسألة خلاف بين علماء الرسوم فإذا لم تعرف أسماؤه إلا منه ولا ينزه إلا بها فكان العبد ناب مناب الحق في الثناء عليه بما أثنى هو على نفسه لا بما أحدثه العبد من نظره وأي شرف أعظم من شرف من ناب مناب الحق في الثناء عليه والمعرفة به فكان الحق استخلف عبده عليه في هذه الرتبة فلو إن المثنى على الله بأسمائه يعرف قدر هذه المنزلة التي أنزله الله فيها لفنى عن وجوده فرحا بما هو عليه ثم لا يخلو العبد في هذا الثناء إما أن يثني على الله بأسماء التنزيه أو بأسماء الأفعال فالمتقدم عندنا من جهة الكشف أن تبتدئ بأسماء التنزيه وبالنظر العقلي بأسماء الأفعال فلا بد من مشاهدة المفعولات فأول مفعول أشاهده الأقرب إلي وهو نفسي فأثنى عليه بأسماء فعله بي وفي وكلما رمت أن أنتقل من نفسي إلى غيري اطلعت على حادث آخر أحدثه في نفسي بطلب يطلب مني الثناء عليه به فلا أزال


