اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الموت عبارة عن مفارقة الروح الجسد]


اعلم أن الموت عبارة عن مفارقة الروح الجسد الذي كانت به حياته الحسية وهو طارئ عليهما بعد ما كانا موصوفين بالاجتماع الذي هو علة الحياة فكذلك موت النفس بعدم العلم فإن قلت إن العلم بالله طارئ الذي هو حياة النفوس والجهل ثابت لها قبل وجود العلم فكيف يوصف الجاهل بالموت وما تقدمه علم قلنا إن العلم بالله سبق إلى نفس كل إنسان في الأخذ الميثاقي حين أشهدهم على أنفسهم فلما عمرت الأنفس الأجسام الطبيعية في الدنيا فارقها العلم بتوحيد الله فبقيت النفوس ميتة بالجهل بتوحيد الله ثم بعد ذلك أحيا الله بعض النفوس بالعلم بتوحيد الله وأحياها كلها بالعلم بوجود الله إذ كان من ضرورة العقل العلم بوجود الله فلهذا سميناه ميتا قال تعالى أَ ومن كانَ مَيْتاً يعني بما كان الله قد قبض منه روح العلم بالله فَأَحْيَيْناهُ وجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي به في النَّاسِ فرد إليه علمه فحيي به كما ترد الأرواح إلى أجسامها في الدار الآخرة يوم البعث وقوله كَمَنْ مَثَلُهُ في الظُّلُماتِ يريد مقابلة النور الذي يمشي به في الناس وما هو عين الحياة فالحياة الإقرار بالوجود أي بوجود الله والنور المجعول العلم بتوحيد الله والظلمات الجهل ب