اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[حكم البعد عند ابن العربي]
وأما حكم البعد عندنا فقد يكون على خلاف ما قرروه بعدا مع تقريرنا ما قرروه بعدا أنه بعدا بلا شك إلا إنا زدنا فيه أمورا أغفلتها الجماعة لا أنهم جهلوا ما نذكره إلا أنهم ما ذكروه في معرفة البعد وأدخلوه في باب القرب وذلك أن القرب اجتماع والبعد افتراق وما يقع به الاجتماع غير ما يقع به الافتراق فالبعد غير القرب فإذا اجتمع أمران في شيء ما فذلك غاية القرب لأن عين كل واحد منهما عين الآخر فيما وقع فيه الاجتماع فإذا تميز كل واحد من العينين عن صاحبه بنعت لا يكون عليه الآخر فقد تميز عنه وإذا تميز عنه فذلك البعد لأنه ليس عينه من حيث ما هو عليه مما وقع له به الافتراق ويظهر ذلك في حدود الأشياء وإذا وقع البعد اختلف الحكم وقد يكون البعد بنعت عرضي كالمكان والزمان والحد والمقدار والأكوان والألوان في حق من تطلب ذاته هذه النعوت فإذا عقل أمران لا اجتماع بين واحد منهما مع الآخر وافترقا من جميع الوجوه كلها فذلك غاية البعد فلا أبعد من العالم من الله لأنه ما ثم من حيث ذاته شيء يجمع بينهما وهذا موجود في قوله تعالى فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ وكان الله ولا شيء معه ثم ننزل في درجة البعد دون هذا فنقو


