اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[المعاني المجردة عن الخطاب فهو عن تجل]
واعلم أن من أعطاه الله المعاني مجردة عن الخطاب أو النصوص في الخطاب فهو عن تجليه في صورة الماء غير الآسن وهو العلم الإلهي الذي لا تعلق له بالطبيعة ومن إعطاء الله العلم بأسرار الشرع وأحكامه وعلم حكمة قوله وما أَرْسَلْنا من رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ وعرف ميزان الأحكام بعلم الأوقات والأحوال فيحرم في شرع ما يحلل في غيره فذلك من علم تجليه في صورة اللبن أعني الحليب منه الذي لم يتغير طعمه بعقده أو مخضه أو تربيبه ومن أعطاه الله العلم بالكمال والأحوال والجمال فإنه عن تجلى العلم في صورة الخمر ومن أعطاه الله العلم بطريق الوحي والايمان وصفاء الإلهام وعم علمه كل شيء مما يصح أن يعلم حتى يعلم أنه ما لا يصح أن يعلم لا يعلم فلذلك العلم عن التجلي في صورة العسل فإذا كان شربه شيئا من هذه المشروبات أو كلها كان محصلا لما شرب
كالنبي الذي قال فعلمت علم الأولين والآخرين
ولم يذكر أنه اختص به فلما لم يذكر الاختصاص أبقى الباب غير مغلق لمن أراد الدخول منه إلى نيل هذا المقام فالواجب على كل عاقل أن يتعرض لنفحات الجود الإلهي
فإن لله نفحات فتعرضوا لها
والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ


