اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[تقدم السكر الطبيعي أو العقلي على السكر الإلهي]


واعلم أنه إن تقدم للعبد سكر طبيعي أو عقلي ثم أزالهما أو أحدهما السكر الإلهي فالسكر الإلهي صحو من هذا السكر الذي كان في المحل وإن لم يتقدم لصاحب السكر الإلهي في المحل سكر عقلي ولا طبيعي فليس سكره الإلهي بصحو بل هو حال سكر ورد عليه ومعنى الصحو أنه ينكشف له حق الله في الأمور التي استفادها في حال سكره فيعلم عند صحوه ما ينبغي أن يذاع منها في العموم والخصوص وما ينبغي أن يستر فإن كان قد أذاع منها في حال سكره شيئا فيعطيه الصحو أن يستغفر الله من ذلك وعذره مقبول وإنما يستغفر لأن السكران لا بد أن يبقى فيه من الإحساس ما يكون معه الطرب فلو لم يبق معه إحساس لكان مثل النائم يرتفع عنه القلم أي لا يلزمه الاستغفار وهذا الفرق بين السكران والمجنون وإن كان كل واحد منهما من أهل الإحساس فإن المجنون ارتفع عنه الحكم ولم يرتفع عن السكران ومن حاله الاستغفار مما ظهر منه ما هو مثل حال من لم يقع منه ما يوجب الاستغفار فإن الاستغفار عندنا في طريق الله يكون في مقامين المقام الواحد ما ذكرناه وهو أن يبدو منه ما ينبغي أن يكون مستورا فيجب عليه الاستغفار من ذلك وقد يقع الاستغفار ممن لم يبد منه شيء يوجب الاستغفار فيستغ