اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى الجمال
لا يعينه وصف ولا يقيده نعت ولا يدل على حقيقته اسم خاص وإن لم يكن الحكم ما ذكرناه فما هو رب العزة فإن العزيز هو المنيع الحمى ومن يوصل إليه بوجه ما من وصف أو نعت أو علم أو معرفة فليس بمنيع الحمى ولذلك عم بقوله سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ولحضرة الجلال السبحات الوجهية المحرقة ولهذا لا يتجلى في جلاله أبدا لكن يتجلى في جلال جماله لعباده فيه يقع التجلي فيشهدونه مظهر ما ظهر من القهر الإلهي في العالم
إن الجليل هو الذي لا يعرف *** وهو الذي في كل حال يوصف
فهو الذي يبدو فيظهر نفسه *** في خلقه وهو الذي لا يعرف
والجلال لا يتعلق به إلا العلماء بالله وما له أثر إلا فيهم وليس للمحبين إليه سبيل هذا إذا كان بمعنى العلو والعزة وإنه إذا كان بالمعنى الذي هو ضد العزة والعلو فإن المحبين يتعلقون به كما يتعلق به العارفون وحضرته من العماء إلى قوله وفي الْأَرْضِ إِلهٌ وأما قوله وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ فذلك من أسمائه المؤثرة فينا خاصة والحافظة لنا والرقيبة علينا وأما الأسما

