اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
«وصل»


وأما كون هذا الشخص سمي مرادا ليس معناه أنه مراد لما أريد به وإنما معناه أنه محبوب فإن المحبوب لا يكون معذبا بشيء فلا بد أن يحول المحب بين ما يؤلم محبوبه وبين محبوبه وإن لم يفعل ذلك فليس بمحب ولا ذلك محبوبا وكذا وقع أن الله ما ابتلى من ابتلى من عباده المحبوبين عنده من كونهم محبوبين وإنما رزقهم من جملة ما رزقهم أن جعلهم محبين له فلما ادعوا محبته ابتلاهم من كونهم محبين لا من كونهم محبوبين فافهم فالمحبوب له الإدلال والمحب له الخضوع فالمراد هو المحبوب فلا يذوق بلاء وأما المراد الذي يكون مرادا لما أريد به فإنه لا بد أن يرزق الإرادة لما أريد به فلا يقع له إلا ما هو مراد له وقد ذكرناه وما كل مراد لما أريد به يكون له إرادة فيما أريد به فمن يكون له إرادة ذلك فهو المراد المصطلح عليه في هذا الطريق فالمراد لما أريد به هو حال يعم الخلق أجمعه ما فيه اختصاص ومن يكون له إرادة فيما أريد به فذلك خصوص وهو المطلوب بهذه اللفظة وهذا الاسم في هذا الطريق عند أهل الله فيكون مرادا مريدا والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ فإن الكلام في باب الإرادة والمراد والمريد يطول
