اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى حال المريد
عندهم ولهذا أهل النهاية من العارفين يحنون إلى البداية لأجل هذا اللذة فإنهم لا يجدونها في النهاية فإنهم أهل تمييز متحققون بالحق فهم أهل غضب ورضي فيحنون إلى البداية لأجل ما فيها من الالتذاذ وكلما كمل الرجل أعطاه الله التمييز في الأمور وحققه بالحقائق إذ الموطن يعطي ذلك فلو كان مزاج الدنيا على مزاج الجنة لم يعط إلا نعيما مجردا أو على مزاج النار لم يعط إلا ألما فلما كان ممتزجا وقتا هكذا ووقتا هكذا كان العارفون بحسب الموطن وإذا علمت هذا فاعلم أنه يكون أيضا من أحوال المراد رفع التمني والطمع والإخلاص من نفسه مع المبالغة في الأعمال فيشاهدها من حيث ما هو محل لجريانها ويجعلها من جملة الأقدار الجارية عليه وذلك لفنائه عما ينسب إليه من الحول والقوة فليس له مقام ولا يحكم عليه حال فإنه لا يرى المقام ولا الحال لنظره إلى رب المقام والحال بعين رب المقام والحال متفرج في جريان الأقدار عليه وظهورها فيه وهو مع نفسه كأنه لا داخل فيها ولا خارج عنها


