اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة البقاء وأسراره
![FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 515 من الجزء الثاني](/images/maymaniya/1278.jpg)
![](../images/quotes2.png)
وإما أن تكون لنا حقا ونعت نفسه بها توصلا لنا وخبره بها صدق لا كذب وإن كنا نحن فيها الأصل فهو مكتسب وإن كان هو الأصل فقد كسبنا إياها وهذه من أغمض نتائج العلم بالله فإنه أضاف إليه نعوت المحدثات كلها بأخبار قديم أزلي فمنها ما أشار به في أخباره بأنه مكتسب لبعضها مثل قوله ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ ومنها ما ذكره ولم يقيد باكتساب ولا غيره ومن هذا الباب أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ وادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ واسئلوني أعطكم واستغفروني أغفر لكم وفَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وأما قولهم الفناء عن الفناء فما هو نوع ثامن وإنما هو الفاني إذا لم يعلم في فنائه إنه فإن فذلك الفناء عن الفناء كصاحب الرؤيا الذي لا يعلم أنه في رؤيا فهو حال تابع في كل نوع يقوم من أنواع الفناء وحال الفناء لا ينال بتعمل أي لا يقصد وأدناه درجة حكمه في المتفكر فإذا استغرق الإنسان الفكر في أمر ما من أمور الدنيا أو في مسألة من العلم فتحدثه ولا يسمعك وتكون بين يديه ولا يراك وترى في عينه جمودا في تلك الحالة فإذا عثر على مطلوبه أو طرأ أمر يرده إلى إحساسه حينئذ يراك ويسمعك فهذه أدنى درجاته في العالم وسبب ذلك ضيق المحدث فإنه