اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة القبض وأسراره على الاختصار والإجمال


على أنه من أهل الوصول والتحقق وأما الرسم بالراء فهو أثر الحق على العبد الظاهر عليه عند رجوعه من حال ما قد ادعاه أو مقام فيصدقه هذا الأثر للظاهر عليه في دعواه فاعلموا أيدنا الله وإياكم بروح منه أن الوسم فينا كالاسماء لله دلالات عليه ليعرف بها فلما كثرت المعاني وتعددت نسبتها جعل للذات المنسوبة إليها هذه المعاني أسماء بإزاء كل معنى اسما يدل عليه ويعرف به لتحصيل الفوائد من العلماء بذلك المتعلقة بها فجعل الله لكل حال ومقام علامة تسمى وسما تدل على ذلك المقام والحال دلالة ترفع الإبهام والإجمال والاشتراك وتكون تلك الدلالة نعتا لذلك المعنى الذي له الحكم من هذه الذات فلا يزال يجري في الأبد أي يظهر دائما كما لم يزل في الأزل وهنا نكتة بديعة وذلك إنا قد قدمنا إن العالم على صورة الحق ومن علمه بنفسه تعلق العلم بالعالم فكان العالم مشهودا للحق أزلا وإن لم يكن موجودا والوسم من جملة العالم على حكمه ومرتبته فهو مشهود له أزلا يجري بحسب ما هو عليه في الأبد هذا هو تحقيق شأنه وكذلك الرسم فجميع ما هو العالم عليه في الأبد إنما هو على صورة ما ظهر به في الأزل إذ لا يختلف شهود الحق فيه وقد كان مشهودا له في الأ