اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى حال العلة
وسلم في حال خوف الصديق عليه وعلى نفسه فقال لصاحبه يؤمنه ويفرحه إِذْ هُما في الْغارِ وهو كنف الحق عليهما لا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنا فقام النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الإخبار مقام الحق في معيته لموسى وهارون وناب منابه هكذا تكون العناية الإلهية فهذا هو النور الذي يسعى به وهو لا يزال ساعيا فلا يزال الحق معه حافظا وناصرا لا خاذلا ولهذا وقع الإخبار لنا من الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أنا إذا أتينا بنوافل الخيرات لا بفرائضها أحبنا الحق فكان سمعنا الذي نسمع به ورجلنا التي نسعى بها إلى جميع قوانا وأعضائنا فهذا ما أعطت النوافل فينا من الحق فأين أنت مما تعطيه الفرائض فكم بين عبودية الاضطرار وعبودية الاختيار تقع المشاركة مع الحق في عبودة الاختيار في أحاديث نزوله في الخطاب إلى عبده مثل الشوق والجوع والعطش والمرض وأشباه ذلك وعبودة الاضطرار لا تقع فيها مشاركة فهي مخلصة للعبد فمن أقيم فيها فلا مقام فوقها يقول الله لأبي يزيد تقرب إلي بما ليس لي الذلة والافتقار فعين القربة هنا هو عين البعد من المقام فافهم وأما النور الذي نسعى منه فهو نور الحقيقة سواء علمها أو لم يعلمها فيكشفها بهذا ا