اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن الله جعل للبقاع في الماء حكما]


ثم إن الله جعل للبقاع في الماء حكما وأصل ذلك الحكم من الماء هذا هو العجب فجعل من الأرض سباخا تعطي ماء مالحا إذا عظم ذلك منها وتعطي فعاما ومرا وزعاقا كما تعطي أيضا عذبا فراتا كل ذلك بجعل الله تعالى وأصل هذا كله مما أعطى الماء الأرض من الرطوبات وأعطاها الهواء والحركات من الحرارة وتختلف أمزجة الأرض فمن الماء عذب فرات لمصالح العباد فيما يستعملونه من الشرب وغير ذلك ومنه ملح أجاج لمصالح العباد فيما يذهب به من عفونات الهواء فما من ركن إلا وقد جعله الله مؤثرا ومؤثرا فيه أصل ذلك في العلم الإلهي وإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ وكل مؤثر فيه من العالم فمن الإجابة الإلهية وأما اسم الفاعل من ذلك فهو معلوم عند كل أحد فما نبهنا إلا على ما يمكن أن يغفل عنه أكثر الناس كما قال في أشياء ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ثم إن الله عز وجل ما جعل التكوينات التي هي دواب البحر في البحر الملح إلا في العذب منه خاصة فلو لا وجود الهواء فيه والماء العذب ما تكون فيه حيوان أ لا ترى البخار الصاعد من الأنهار والبحار ولا سيما في زمان البرد ذلك هو النفس يصع