اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الشياطين عرجوا إلى السماء الدنيا يسترقون السمع]
وإذا أردت تحقيق هذا فانظر إلى شرر النار إذا ضرب الهواء النار بالمروحة وغيرها يتطاير منها شرر أمثال الخيوط في رأى العين ثم تنطفئ كذلك هذه الكواكب وجعلها الله من زمان بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رُجُوماً لِلشَّياطِينِ فإن الشياطين وهم كفار الجن لهم عروج إلى السماء الدنيا يسترقون السمع أي ما تقوله الملائكة في السماء وتتحدث به مما أوحى الله به فيها فإذا سلك الشيطان أرسل الله عليه شِهاباً رَصَداً ثاقبا ولهذا يعطي ذلك الضوء العظيم الذي تراه ويبقى ذلك الضوء في أثره طريقا ورأيت مرة طريقه قد بقي ضوؤه ساعة وأزيد من ساعة وأنا بالطواف رأيته أنا وجماعة الطائفين بالكعبة وتعجب الناس من ذلك وما رأينا قط ليلة أكثر منها ذوات أذناب الليل كله إلى أن أصبح حتى كانت تلك الكواكب لكثرتها وتداخل بعضها على بعض كما يتداخل شرر النار تحول بين أبصارنا وبين رؤية الكواكب فقلنا ما هذا إلا لأمر عظيم فبعد قليل وصل إلينا أن اليمن ظهر فيه حادث في ذلك الوقت الذي رأينا هذا وجاءتهم الريح بتراب شبيه التوتياء كثير إلى أن عم أرضهم وعلا على الأرض إلى حد الركب وخاف الناس وأظلم عليهم الجو بحيث إن كانوا يمشون في الطرق في ال


