اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(التوحيد السابع)
من نفس الرحمن هو قوله ذلِكُمُ الله رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ هذا توحيد الرب بالاسم الخالق وهو توحيد الهوية فهذا توحيد الوجود لا توحيد التقدير فإنه أمر بالعبادة ولا يأمر بالعبادة إلا من هو موصوف بالوجود وجعل الوجود للرب فجعل ذلك الاسم بين الله وبين التهليل وجعله مضافا إلينا إضافة خاصة إلى الرب فهي إضافة خصوص لنوحده في سيادته ومجده وفي وجوب وجوده فلا يقبل العدم كما يقبله الممكن فإنه الثابت وجوده لنفسه ويوحد أيضا في ملكه بإقرارنا بالرق له ولنوحده توحيد المنعم لما أنعم به علينا من تغذيته إيانا في ظلم الأرحام وفي الحياة الدنيا ولنوحده أيضا فيما أوجده من المصالح التي بها قوامنا من إقامة النواميس ووضع الموازين ومبايعة الأئمة القائمة بالدين وهذه الفصول كلها أعطاها الاسم الرب فوحدناه ونفينا ربوبية ما سواه قال يوسف لصاحبي السجن أَ أَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ الله الْواحِدُ الْقَهَّارُ


