اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الباحث في اللفظ والمخبر عما تحقق]
ثم أرجع وأقول إن الحرف إذا قامت به حقيقة الفاعلية بتفريغ الفعل على البنية المخصوصة في اللسان تقول قال الله وإذا قامت به حقيقة تطلبه يسمى عندها منصوبا بالفعل أو مفعولا كيف شئت وذلك بأن تطلب منه العون أو تقصده كما طلب مني القيام بما كلفني فمن أجل أنه لم يعطني إلا بعد سؤالي فكان سؤالي أو حالي القائم مقام سؤالي بوعده جعله يعطيني قال تعالى وكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ فسؤالي إياه من أمره إياي به وإعطاؤه إياي من طلبي منه فتقول دعوت الله فنصبت حرف الهاء وقد كانت مرفوعة فعلمنا بالحركات أن الحقائق قد اختلفت بهذا ثبت الاصطلاح في لحن بعض الناس وهذا إذا كان المتكلم به غيرنا وأما المتكلم فالحقائق يعلم أولا ويجريها في أفلاكها على ما تقتضيه بالنظر إلى أفلاك مخصوصة وكل متكلم بهذه المثابة وإن لم يعلم بهذا التفصيل وهو عالم به من حيث لا يعلم أنه عالم به وذلك أن الأشياء المتلفظ بها إما لفظ يدل على معنى وهو مقام الباحث في اللفظ ما مدلوله ليرى ما قصد به المتكلم من المعاني وإما معنى بدل عليه بلفظ ما وهو المخبر عما تحقق وأضربنا عن اللحن فإن أفلاكه غير هذه الأفلاك وإسقاط الحركات من الخط في ح


