اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن الله تعالى معبود للمؤمنين]
ثم من النعوت الفرح والتعجب والضحك والتحول من صورة إلى صورة هذا كله شاهدوه فالله الذي يعبده المؤمنون وأهل الشهود من أهل الله ما هو الذي يعبده أهل التفكر في ذات الله فحرموا العلم لكونهم عصوا الله ورسوله في أن فكروا في ذات الله وتعدوا مرتبة الكلام والنظر في كونه إلها واحدا إلى ما لا حاجة لهم به وقد فعل ذلك من ينتمي إلى الله كأبي حامد وغيره وهي مزلة قدم وإن كان جعل ذلك سترا له فإنه قد نبه في مواضع على خلاف ما أثبته وبالجملة أساء الأدب فمن حكم على نفسه فكره ونظره وأدخل عقله تحت سلطان نظره في ذلك وتخيل أنه على نور من ربه في نظره فطمس بأنوار أدلته أعين أنوار ما جاء به أهل الشهود والكشف فما جاء من ذلك عن رسول ونبي في كتاب أو سنة وكان صاحب هذه الأنوار النظرية مؤمنا صادقا في إيمانه تأول ذلك في حق الرسول حتى لا يرجع عن النظر بنور فكره لأن اعتماده عليه وهو الذي أنشأ في نفسه ربا يعبده كما ينبغي لنظره فعبد عقله ثم إنه نقل الأمر في التأويل لقصوره من التشبيه بالأجسام لحدوثها إلى التشبيه بالمعاني المحدثة أيضا فما انتقل من محدث إلا إلى محدث فكان فضيحة الدهر عند المؤمنين والذين شاهدوا الأمر على ما هو


