اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى تنزيه الحق تعالى عما فى طىّ الكلمات التى أطلقها عليه سبحانه فى كتابه وعلى لسان رسوله --ص-- من التشبيه والتجسيم تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا


لا يتوصل أحد إلى معرفة كنه الألوهة أبدا ولا ينبغي لها أن تدرك عزت وتعالت علوا كبيرا فالعالم كله من أوله إلى آخره مقيد بعضه ببعضه عابد بعضه بعضا معرفتهم منهم إليهم وحقائقهم منبعثة عنهم بالسر الإلهي الذي لا يدركونه وعائدة عليهم فسبحان من لا يجارى في سلطانه ولا يداني في إحسانه لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فبعد فهم جوامع الكلم الذي هو العلم الإحاطي والنور الإلهي الذي اختص به سر الوجود وعمد القبة وساق العرش وسبب ثبوت كل ثابت محمد صلى الله عليه وسلم فاعلموا وفقكم الله أن جوامع الكلم من عالم الحروف ثلاثة ذات غنية قائمة بنفسها وذات فقيرة إلى هذه الغنية غير قائمة بنفسها ولكن يرجع منها إلى الذات الغنية وصف تتصف به يطلبها بذاته فإنه ليس من ذاتها إلا بمصاحبة هذه الذات لها فقد صح أيضا من وجه الفقر للذات الغنية القائمة بنفسها كما صح للأخرى وذات ثالثة رابطة بين ذاتين غنيتين أو ذاتين فقيرتين أو ذات فقيرة وذات غنية وهذه الذات الرابطة فقيرة لوجود هاتين الذاتين ولا بد فقد قام الفقر والحاجة بجميع الذوات من حيث افتقار بعضها إلى بعض وإن اختلفت الوجوه حتى لا يصح الغني على الإطلاق إلا