اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(منصة ومجلى) نعت المحب بأنه ملتذ في دهش الدهش سببه فجأة المحبوب
وهو المعبر عنه بالهجوم وسيأتي له باب في هذا الكتاب ولما كان الحق دعا قلوب العباد إليه وشرع لهم الطريق الموصلة المشروعة وتعرف إليهم بالدلالات فعرفوه وتحبب إليهم بالنعم فأحبوه فلما تجلى لهم على غير موعد عند ما دخلوا عليه وهم غير عارفين بأنهم في حال دخول عليه فجئهم تجليه فعرفوه بالعلامة فدهشوا لفجأة التجلي والتذوا لعلمهم بالعلامة في نفوسهم أنه حبيبهم ومطلوبهم فهذا التذاذهم في دهش المحب الله وصف نفسه بالاختيار وأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وإنه لو شاء فعل وإنه لا مكره له وهو الصادق في قوله وما حكم به على نفسه وهو أيضا المقيت فقد ترتبت الأمور ترتيب الحكمة ف لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ فهو في كل حال يفعل ما ينبغي كما ينبغي لما ينبغي فعل حكيم عالم بالمراتب فتأتيه أسئلة السائلين وما يوافق توقيت الإجابة في عين ما سألوه فيه وقد تقرر أنه لا مكره له ولا بد من التوقف عند هذا السؤال لمناقضته إذا أجابه ترتيب الحكمة فهذا المقدار يسمى دهشا وأما التذاذه فإن السائل في ذلك محبوب فهو يحب سؤاله ودعاءه كما
قد ورد في الخبر أن شخصين محبوب لله وبغيض سألا الله في حاجة فأوحى الله للملك أن يقضي حاجة ا