اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(منصة ومجلى)


لما كان العالم كله كل جزء منه عنده أمانة للإنسان وقد كلف بأداء الأمانة وأماناته كثيرة ولأدائها أوقات مخصوصة له في كل وقت أمانة منها ما نبه عليه أبو طالب من أن الفلك يجري بأنفاس الإنسان بل بنفس كل متنفس والمقصود الإنسان بالذكر خاصة لأنه بانتقاله ينتقل الملك ويتبعه حيث كان فلا يزال العالم يصحبه الإنسان لهذه العلة ثم إن الإنسان مفتقر لهذه الأمانات التي عند العالم ومع افتقاره إليها فإن المحبين من رجال الله العارفين شغلوا نفوسهم بما أمرهم به محبوبهم فهم ناظرون إليه حبا وهيما ناقد تيمهم بحبه وهيمهم بين بعده وقربه فمن هنا نعتوا بأنهم آثروه على كل مصحوب لأنه صاحبهم لقوله تعالى وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وكل من في العالم يصحبه أيضا لأجل الأمانة التي بيده فيؤثر الإنسان لمحبته لله جناب الله على كل مصحوب قيل لسهل ما القوت قال الله قيل له ما نريد إلا ما تقع به الحياة قال الله فلم ير إلا الله فلما ألحوا عليه وقالوا له إنما نريد ما به عمارة هذا الجسم فلما رآهم ما فهموا عنه عدل إلى جواب آخر فقال دع الديار إلى بانيها إن شاء عمرها وإن شاء خربها يقو