رضي الله عنهم من تجلى له عند الموت علمه بالجناب الإلهي وهم رجلان رجل أخذ علمه بالله عن نظر واستدلال ورجل أخذ علمه عن كشف وصورة الكشف أتم وأجمل في التجلي لأن الكشف واقتناء هذا العلم ينتجه تقوى وعمل صالح وهو قوله واتَّقُوا الله ويُعَلِّمُكُمُ الله فيظهر له علمه عند الموت صورة حسنة أو نورا يلتبس به فيفرح به فإن صحبته دعوى في اقتنائه ذلك العلم نفسية فهو في الصورة الجميلة دون من لم تصحبه دعوى في اقتناء ذلك العلم بل يراه منحة إلهية وفضلا ومنة لا يرى لنفسه تعملا بل يكون ممن فنى عن عمله في عمله فكان معمولا به كالآلة للصانع يعمل بها وينسب العمل إليه لا إليها فيقع الثناء على الصانع العامل بها لا عليها فهكذا يكون بعض عباد الله في اقتناء علومهم الإلهية فتكون صورة العلم في غاية من الحسن والجمال الاعتقاد