اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة مقام الأدب وأسراره
للتابع حصل لصاحب النظر فما يزداد صاحب النظر إلا غما على غم وما يصدق متى ينقضي سفره ويرجع إلى بدنه فإنهم في هذا السفر مثل النائم فيما يرى في نومه وهو يعرف أنه في النوم فلا يصدق متى يستيقظ ليستأنف العمل ويستريح من غمه وإنما يتقلق خوفا مما حصل له في سفره أن يقبض فيه فلا يصح له ترق بعد ذلك فهذا هو الذي يزعجه والتابع ليس كذلك فإنه يرى الترقي بصحبه حيث كان من ذلك الوجه الخاص الذي لا يعرفه إلا صاحب هذا الوجه فإذا أقاما في هذه السماء ما شاء الله وأخذا في الرحلة وودع كل واحد منهما نزيله وارتقيا في معراج الأرواح إلى السماء الثانية وفي هذه السماء الأولى هو النائب السابع الإلهي الموكل بالنطفة الكائنة في الأرحام التي تظهر فيها هذه النشأة الإنسانية وهو يتوكل بها في الشهر السابع من سقوط النطفة والطفل في هذا الشهر الجنين يزيد وينمو في بطن أمه بزيادة القمر ويذبل وتقل حركته في بطن أمه في نقص القمر وذلك هو العلامة فإن ولد في هذا الشهر لم يكن في القوة مثل الذي يولد في الشهر السادس فإذا فرعا السماء الثانية وفتحت لهما صعدا فنزل التابع عند عيسى عليه السلام وعنده يحيى ابن خالته ونزل صاحب النظر عند الكاتب