اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن النفس مستعد لقبول مما تخرج به التوقيعات الإلهية]


واعلم أن النفس من حيث ذاتها مهياة لقبول استعداد ما تخرج به التوقيعات الإلهية فمنهم من حصل له استعداد توقيع الولاية خاصة فلم يزد عليها ومنهم من رزق استعداد ما ذكرناه من المقامات كلها أو بعضها وسبب ذلك أن النفوس خلقت من معدن واحد كما قال تعالى خَلَقَكُمْ من نَفْسٍ واحِدَةٍ وقال بعد استعداد خلق الجسد ونَفَخْتُ فِيهِ من رُوحِي فمن روح واحد صح السر المنفوخ في المنفوخ فيه وهو النفس وقوله في أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ يريد الاستعدادات فيكون بحكم الاستعداد في قبول الأمر الإلهي فلما كان أصل هذه النفوس الجزئية الطهارة من حيث أبيها ولم يظهر لها عين إلا بوجود هذا الجسد الطبيعي فكانت الطبيعة الأب الثاني خرجت ممتزجة فلم يظهر فيها إشراق النور الخالص المجرد عن المواد ولا تلك الظلمة الغائية التي هي حكم الطبيعة فالطبيعة شبيهة بالمعدن والنفس الكلية شبيهة بالأفلاك التي لها لفعل وعن حركاتها يكون الانفعال في العناصر والجسد الكون في المعدن بمنزلة الجسم الإنساني والخاصية التي هي روج ذلك الجسد المعدني بمنزلة النفس الجزئية التي للجسم الإنساني وهو الروح المنفوخ وكما أن الأجساد المعدنية على مراتب لعلل طر