اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[خصائص صاحب القسم الأول من النبوة البشرية]
ثم إن لصاحب هذا المقام الاطلاع على الغيوب في أوقات وفي أوقات لا علم له بها ولكن من شرطه العلم بأوضاع الأسباب في العالم وما يؤول إليه الواقف عندها أدبا والواقف معها اعتمادا عليها كل ذلك يعلمه صاحب هذا المقام وله درجات الاتباع وهو تابع لا متبوع ومحكوم لا حاكم ولا بد له في طريقه من مشاهدة قدم رسوله وإمامه لا يمكن أن يغيب عنه حتى في الكثيب وهذا كله كان في الأمم السالفة وأما هذه الأمة المحمدية فحكمهم ما ذكرناه وزيادة وهو أن لهم بحكم شرع النبي محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أن يسنوا سنة حسنة مما لا تحل حراما ولا تحرم حلالا ومما لها أصل في الأحكام المشروعة وتسنينه إياها ما أعطاه له مقامه وإنما حكم به الشرع وقرره بقوله من سن سنة حسنة الحديث كمسألة بلال في الركعتين بعد الأذان وإحداث الطهارة عند كل حدث وركعتين عقيب كل وضوء والقعود على طهارة وركعتين بعد الفراغ من الطعام وصدقة على وجه خاص بسنة وكل أدب مستحسن مما لم يعينه الشارع فلهذه الأمة تسنينه ولهم أجر من عمل بذلك غير أنهم كما قلنا لا يحلون حراما ولا يحرمون حلالا ولا يحدثون حكما ثم لهم الرفعة الإلهية العامة التي تصحبهم في الدنيا والآخرة


