اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[نصرة ملائكة التسخير بالدعاء للمؤمنين التائبين]
![FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 250 من الجزء الثاني](/images/maymaniya/1013.jpg)
![](../images/quotes2.png)
فهذا استنصارهم الله في حق المؤمنين العصاة وأما نصرتهم بالدعاء لمن تاب منهم فهو قولهم ربنا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا واتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ فصرحوا بذكرهم لما كان هؤلاء قد قاموا في مقام القرب الإلهي بالتوبة وقرعوا بابها في رجعتهم إلى الله والملائكة حجبة الحق فطلبوا من الله المغفرة لهم لما اتصفوا بالتوبة وهذا من الأدب ثم إنهم لما عرفت الملائكة أن بين الجنة والنار منزلة متوسطة وهي الأعراف فمن كان في هذه المنزلة ما هو في النار ولا في الجنة وعلمت من لطف الله بعباده أنه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه فقالت الملائكة بعد قولهم وقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ رَبَّنا وأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ أي لا تنزلهم في الأعراف بل أدخلهم الجنة ومن صَلَحَ الواو هنا بمعنى مع يقولون مع من صلح من آبائِهِمْ وأَزْواجِهِمْ وذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ كما قال العبد الصالح وإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ولم يقل واحد منهم إنك أنت الغفور الرحيم أدبا مع الجناب الإلهي من الطائفتين فاجتمعوا بذكر هذين الاسمين في حضرة الأدب