الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)

[استغفار عيسى والملائكة في حق المذنبين‏]


FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 250 من الجزء الثاني

فهذا مثل قول العبد الصالح الذي أخبرنا الله بقوله إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فتأدب مع الله في هذا القول لما عصى قومه الله تعالى ولم يتوبوا فعلم الله منه أنه تأدب مع الله وأنه عرض بالمغفرة لما علم أن رحمته سبقت غضبه غير أن نفس الملائكة أقوى في الأدب لأنهم أعلم بالله من هذا العبد وما ينبغي لجلال الله فلم يقولوا وإن تغفر لهم وإنما قالوا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ رَحْمَةً وعِلْماً فهذا يسمى تعريض تنبيه على أن الحق بهذه المثابة كما أخبر عن نفسه فقولهم رحمة فقدموا ذكر الرحمة لأنه تعالى قدمها لما ذكر عبده خضرا فقال آتَيْناهُ رَحْمَةً من عِنْدِنا قبل أن يذكر ما أعطاه ثم ذكر بعد ذلك الذي أعطاه من أجل رحمته به فقال وعَلَّمْناهُ من لَدُنَّا عِلْماً فلهذا قدمت الملائكة الرحمة وسكتت عن ذكر العصاة في دعائها فبين كلمة عيسى في حق قومه وبين دعاء الملائكة في حق العبيد العصاة من الأدب بون كثير لمن نظر واستبصر


---

(... عرض اقتباس آخر بشكل عشوائي)

البحث في الاقتباسات الفتحية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!